من الذي يقرر شكل الخيانة؟

في بلاد تموت فيها السياسة وتحيا الطائفة، لا يُحاكم الفعل بمعناه، وإنما بهوية صاحبه. لا أحد يسأل: ماذا حدث؟ السؤال الوحيد: من فعله؟ الوقائع تُدان أو تُبرَّر لا وفقاً لثقلها، وإنما وفقاً لانتماء مرتكبها. في هذا السياق، لا يعود الاحتلال عدواً، فقط يتحول إلى أداة داخلية، تُستخدم لفرز الولاءات، وتوزيع صكوك الخيانة حسب الهوية، لا […]

Read more

سلامٌ عليك يا ميشيل

سلامٌ عليك يا ميشيل، أربعة أعوام مضت منذ أن غادرتنا، ونحن ما زلنا نعيد قراءة كلماتك الأخيرة، كأننا نبحث فيها عن خلاص ضاع منا في منتصف الطريق. نصائحك كانت واضحةً حد الألم، دقيقة حد الوجع، صادقة حد المرارة. ربما كانت مشكلتنا أننا أحببنا الثورة بقدر ما عجزنا عن فهمها؛ عشنا الوهم وتجاهلنا الواقع، فصارت كلماتك […]

Read more

دمشق ليست أموية: عن أوهام الهوية القاتلة

ما الذي يدفع بعض السوريين اليوم لتقديم أنفسهم كامتداد لبني أميّة؟ من أين ينبع هذا الحنين المفاجئ إلى دولة دينية سقطت قبل أكثر من ثلاثة عشر قرناً؟ ولماذا يُعاد استدعاؤها الآن، في لحظة من المفترض أن تكون لحظة قطيعة مع كل أنماط السلطة التي جرّعت السوريين الذلّ والقهر والاستبعاد؟ هذه الأسئلة هي إشارات واضحة إلى […]

Read more

في أخلاقيات النقد: تفكيك العلاقة بين السلطة والوطن في اللحظة السورية الراهنة

منذ انهيار سلطة آل الأسد في سوريا، وانبثاق سلطة جديدة بقيادة أحمد الشرع، يواجه السوريون إشكالية معرفية لم تُحل بعد. هذه الإشكالية تتعلق بمفهوم النقد السياسي، وعلاقته بالوطنية، ومساحة الحرية المتاحة لتقييم أداء السلطة. المفارقة المؤلمة أن جزءاً كبيراً من المجتمع السوري يعيد إنتاج ذات الآليات المعرفية التي فرضها نظام الأسد طوال نصف قرن: مماهاة […]

Read more

دمشق المُتخيَّلة: في نقد العنصرية المدينية وأوهام النقاء الهوياتي

لم يكن مستغرباً أن تطفو على السطح الحساسيات الهوياتية في سورية ما بعد الأسد. فقد عاشت البلاد لعقود في ظلّ نظام شمولي يمارس سياسة “استثمار الاختلافات” العرقية والمذهبية، ويخفيها في الوقت نفسه تحت ستار خطاب وحدوي زائف. وحين انكشف الغطاء، وانحسر خطاب الوحدة القسرية، ظهرت حقيقة المجتمع السوري بتوتراته وانقساماته، وبرزت إلى العلن أنماط من […]

Read more

الطائفة والعبور: في تحرير الذات من سطوة الجماعة

ثمة فرقٌ جوهري بين أن تولد في طائفة وأن تنتمي إليها. الأولى واقعة بيولوجية، والثانية قرار وعي وإرادة. من هنا يبدأ مأزق “العابر للطائفة” في مجتمعاتنا؛ ذلك الكائن المركب الذي يتجرأ على القطيعة المعرفية والأخلاقية مع إرثه القَبلي، مع ما سماه بيير بورديو “الهابيتوس الطائفي”  أي منظومة الاستعدادات والمسلمات التي تُغرَس في الأفراد لتحيلهم إلى […]

Read more

من طاغية إلى آخر: في ذكرى الثورة التي لم تُكمل طريقها بعد

الثورة السورية، تلك التي انطلقت في ربيع 2011 بأحلام واضحة وبسيطة، كانت بدايةً واعدة لمسار يمكن أن يغيّر وجه سوريا إلى الأبد. لم تكن المطالب معقدة ولا مستحيلة: كرامة تُصان، وحرية تُحترم، وعدالة تُطبّق. خرج السوريون إلى الشوارع لأنهم تعبوا من نظام حول البلاد إلى مزرعة خاصة، وحوّل الناس إلى قطعان تُقاد بالخوف. كانوا يريدون […]

Read more

في دوامة الكراهية المنظمة: قراءة في الجرح السوري المفتوح

ما شهدناه في الساحل السوري، وما تبعه من مظاهرات طائفية امتدت من دمشق إلى حمص وغيرها، لا يعتبر مجرد فورة عنف عابرة، هو تجلٍ مأساوي لحقيقة مركبة: سوريا ليست فقط ضحية نظام استبدادي، وإنما أسيرة بنية اجتماعية وسياسية تشبعت بالكراهية حتى صارت جزءاً من تكوينها النفسي العميق. الطائفية في سوريا يمكن تعريفها أنها منظومة مصالح […]

Read more

الطغيان ليس قدراً، لكنه الخيار المفضل دائماً

لم يكن الاستبداد في سوريا نظام حكم فقط، فقد كان جزءاً من بنية ثقافية تعودت على وجود سلطة مطلقة تتخذ القرارات عن الجميع، تحمّل أعباء وجودهم، وتوفر لهم الشعور بالحماية – حتى من أنفسهم. هذا ما يجعل كل استبداد في سوريا ثقافة كاملة من الطاعة، تُمارس في العائلة، في المدرسة، في الشارع، وفي السياسة على […]

Read more

الحوار الوطني: حين تصبح السياسة إدارة أزمة لا مشروعاً للدولة

لم يكن بيان “الحوار الوطني” أكثر من رسالة دبلوماسية مصاغة بعناية، تستهدف الخارج أكثر مما تخاطب الداخل. لم يكن إعلاناً عن عقد اجتماعي جديد، هو محاولة لرفع الحرج عن النظام الجديد أمام المجتمع الدولي. الحديث عن الحريات والمواطنة والمجتمع المدني جاء كجزء من تسويق سياسي، وكأن الدولة مشروع يحتاج إلى شهادة حسن سلوك دولية كي […]

Read more