الإنسان عدوّ الإنسان… هل هذه روايتنا؟

حين تصبح الرواية حقيقية: الإنسان لم يعد الضحية… بل الجلاد.

في زمن تتقن فيه الشعارات فنّ التجميل، ننسى أن من يشعل الحروب ليس الطبيعة ولا القدر… بل الإنسان نفسه.

هذه مقالة عن الحلم السوري المكسور، عن وطن غاب، وعدالة تأخرت، ونهاية ما زال بإمكاننا أن نكتبها.

“الإنسان هو أكبر عدو للإنسان”

عبارة سمعناها كثيرًا، لكنها اليوم ليست مجرّد كلمات، بل واقعٌ نعيشه.

فالخطر الأكبر على حياة الإنسان ليس في الطبيعة، ولا في الكوارث، ولا في المواد الكيميائية. الخطر الأكبر هو الإنسان نفسه.

الإنسان هو من حوّل ما وُجد لخدمة البشرية إلى أدوات قتل ارتكبت أبشع الجرائم بحق الانسانية.

قيل إنها أدوات مساعدة، لكنها لم تكن سوى أقنعة تخفي خلفها دمارًا وقتلاً وتشريدًا.

الإنسان يقتل الإنسان.

الإنسان يدفن أخاه الإنسان.

الإنسان يريد الشرّ لنفسه ولغيره، ويخاف من التغيير لأنه يخشى حياة قد تكون أفضل، فقط لأنها “مجهولة”.

نعم، كان لدينا حلم…

حلم العودة إلى وطن مكسور،لكننا نحن أيضًا مكسورين.

مكسورين من حسرة الغياب، من الشوق، من الحرمان.

غياب عن الوطن، عن الهويّة،

شوق لهواء بلدنا، لصوت رياحه وأمواجه،

وحرمان من الأمن، من الأمان، من الكرامة.حرمان من قول الحقيقة دون خوف،حرمان من أبسط الحقوق: أن نكون عائلة، أن نحب الوطن، أن نعبّر عن رأينا.حرمنا من الديمقراطية…

لكن الأهم من كل ذلك: حرمنا من الوطن.اليوم، كل ما يريده السوريون ليس أكثر من وطن آمن.

وطن بسيط، كمنزل صغير فيه ما يكفي للعيش بكرامة. لا أكثر، ولا أقل.

-8 كانون الأول 2024-

تاريخٌ غيّر حياة السوريين.

كان من المفروض أن يكون يوم ولادة وطن لكل السوريين، بلا استثناء.

وكان من المفروض أن تنتهي الرواية بعبارة:

“وعاش الجميع بخير وسلام…”

لكن ما حدث هو نهاية مختلفة:

“وعاش بعض السوريون بخير وسلام…”

أي نوع من الروايات نعيش؟

رواية بلا عدالة، بلا بطل جماعي، بلا نهاية تُنصف الجميع. 

لكن ما زال بيدنا القلم…ما زال بيدنا أن نكتب النهاية التي نستحقها،نهاية يكون فيها الوطن لكل السوريين، لا احد دون أخر،نهاية لا تقول: “وعاش البعض بخير و سلام”

بل تقول: “وعاش السوريون، جميع السوريين، بكرامة وسلام”

السؤال الآن ليس: “هل ستكون النهاية سعيدة؟”

بل: “هل سنجرؤ على كتابتها بأيدينا، قبل أن تُفرض علينا من جديد؟”

 مازال بيدنا القلم .. لنكتب به أجمل معانينا ولنرسم به مستقبل معالمنا وتطوراتنا . لاخسارة لكل ذي جهد ولا نهاية لأمل ..

مقالات مشابهة